افتتاحية الحداثةعن الحزب

حرب اكتوبر ومؤتمر اربيل و التطبيع و السلام مع اسرائيل ..موقف حزب الحداثة و الديمقراطية

اجتمع في مدينة اربيل في الرابع و العشرين من شهر ايلول سبتمبر الماضي زهاء ثلاثمائة شخصية من مختلف التكوينات العراقية العشائرية و الاثنية و الدينية و المذهبية بغرض اعلان موقف من موضوع العلاقة بين العراق و اسرائيل ، و بشكل رئيسي لجهة الدعوة اولا الى علاقات طبيعية بين البلدين و ثانيا الى الاعتراف بالظلم الذي تعرض له اليهود الاسرائيليين من أصل عراقي في مراحل التاريخ الحديث و المعاصر للعراق ،ولم تحتمل ديمقراطية المحاصصة الطائفية في العراق تلك التي يسيطر عليها الاسلام السياسي الشيعي المهيمن عليه من قبل ايران و يشارك بها المكون السني العراقي الذي لم يزل متأثرا بمقولات خطاب حزب البعث و صدام حسين الذي ترسخ في الوعي العام العراقي بغالبية انتساباته طوال اربع عقود ، لم تحتمل هذه المناسبة و هذا المؤتمر ، فصدرت بشأنه و بشأن المشاركين فيه ليس دعوات الرفض فقط و انما التخوين و حتى الملاحقة و التجريم رغم ان لا نص قانوني يشرعن هكذا دعوة ، و لا دعاوى عقلانية او ديمقراطية تتيح مثل هذا الموقف ، و حزب الحداثة و الديمقراطية و بمناسبة الذكرى الثامنة و الاربعين لحرب تشرين وفي سياق تعليقه على مؤتمر اربيل للسلام و الاسترداد يؤكد انه لم ير قط وجها للصراع مع اسرائيل الا السياسي القابل للحل على قاعدة ارساء قيم السلام واحترام حقوق الانسان و قرارات الشرعية الدولية التي تنصف الفلسطيني و الاسرائيلي و السوري على حد سواء ،وانه يرى ايضا ان منهجية القطيعة مع اسرائيل وبث عوامل رفض وجودها من قبل انظمة القومية العربية المستبدة في الوعي العام العربي و على رأسها النظام السوري الذي قتل شعبه ودمر وطنه واظهر عبر الحرب التي شنها على اهله كم هي الازمة السورية و أزمات المنطقة ذاتية لا علاقة لاسرائيل بها ، ان هذه المنهجية امر لا يصب الا في خانة استعصاء الحل العادل للقضية الفلسطينية و العربية واحلال السلام وفي مصلحة ايجاد بيئة مواتية لممارسة الهيمنة و الاستبداد والسير بالمواطن في سورية و الدول العربية عكس التنوير و العقلانية ، وان التطبيع مع اسرائيل من خلال مبادرات شعبية تخاطب الشعب الاسرائيلي لتجاوز الماضي ،ولمد يد السلام و القبول و الحب ، يكاد يكون المدخل الرئيسي و المجدي لحل الصراع العربي مع اسرائيل على قاعدة تحقيق العدالة وحل الدولتين .تاسيسا على هذا الفهم و في سياق الحديث عن ذكرى حرب تشرين و استخلاص نتائجها و نتائج الحروب التي سبقتها بين العرب و اسرائيل في ظل واقع سوري قلب المفاهيم و الوعي و الاولويات يؤكد حزب الحداثة عدم جدوى الحرب مع اسرائيل و سقوط الرهانات عليها، ليس واقعيا و سياسيا فحسب ، بل اخلاقيا و انسانيا ايضا ،كما يؤكد تفهمه للمشاركين في مؤتمر اربيل و دعمه لهم ويعلن تضامنه مع حقهم في رفع صوتهم في موضوع مؤتمرهم ، ويرى أن توحد الخصوم السياسيين في العراق بمن فيهم قوى الاسلام السياسي الشيعي المرتبط بايران والقوى القادمة من اصول سياسية قومية عربية و اطراف ايديولوجية و سياسية منغلقة اخرى اولئك الذين اتفقوا موضوعيا على نهب ثروات العراق وجعله ساحة فساد و تبعية وكادوا رغم موارد العراق الكبيرة وثرواته الضخمة ،يحولونه الى دولة فاشلة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، هم ذاتهم من اتفق على معاداة المؤتمر و نتائجه و محاربة مشاركيه ، وأن ذلك يدلل على الكيفية التي تتم بها ادارة “الديمقراطية ” في العراق، وشرعنة عقلية التبعية لايران والاستحواذ و الاستئثار و الهيمنة على مقدرات البلد و حياة الناس من خلال ادوات عديدة تقع في المقدمة منها قضية اعلاء العداء لاسرائيل واسطرته ومنع عقلنته وتجاوزه حتى ولو تحققت من خلال ذلك مصالح العراقيين والفلسطينيين و الاسرائيليين ومختلف شعوب المنطقة .

الحرية و السلام و احترام حقوق الانسان للسوريين والعراقيين و الفلسطينيين والاسرائيليين و لشعوب المنطقة والعالم

رئيس مجلس الادارة السياسي لحزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

فراس قصاص

6 تشرين الاول من عام ٢٠٢١

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate