حداثة و ديمقراطية

فولتير فيلسوف عصر التنوير

نبذة عن فولتير

فرانسوا ماري آروويه (بالفرنسية: François-Marie Arouet)‏ ويُعرف باسم شهرته فولتير (بالفرنسية: Voltaire)‏. ‏ (21 نوفمبر 1694 – 30 مايو 1778) هو كاتب وفيلسوف فرنسي عـاش خلال عصر التنوير. عُرف بنقده الساخر، وذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الطريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة والمساواة وكرامة الإنسان.

كان فولتير كاتباً غزير الإنتاج قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريباً؛ فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات. من أشهر آثاره: “رسائل فلسفية” (1734)، و”زاديغ” أو “صادق” (1747) وقد نقلها إلى العربية طه حسين، تحت اسم “القَدَر”، و”كانديد” (أو الساذج) (1759)، و “المعجم الفلسفي” (1764).

وقد كان فولتير مدافعاً صريحاً عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من وجود قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين. وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية، فقد كان دائماً ما يحسن استغلال أعماله لانتقاد دوغمائيات الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره.

وكان فولتير واحداً من العديد من الشخصيات البارزة في عصر التنوير (إلى جانب كل من مونتسكيو وجون لوك وتوماس هوبز وجان جاك روسو) حيث تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الأمريكية والثورة الفرنسية.

سنواته المبكرة في دنيا الأدب

ولد فرانسوا ماري أرويه في باريس، وكان الأخ الأصغر لخمسة من الأطفال والطفل الوحيد الذي عاش منهم – ولدوا لوالده الذي كان يدعى فرانسوا أرويه – الذي ولد في عام 1650 أو عام 1651 وتوفي في يناير من عام 1722. وكان يعمل موثقاً عاماً وموظفاً رسمياً صغيراً في وزارة المالية. وكانت والدته هي ماري مارجريت دومارت (التي امتدت حياتها تقريباً منذ عام 1660 وحتى 13 من شهر يوليو عام 1701)، وكانت تنحدر من أصول نبيلة تنتمي لمقاطعة بواتو. وتلقى فولتير تعليمه في إحدى مدارس اليسوعيين؛ وهي مدرسة لويس الكبير (في الفترة ما بين عامي 1704 و1711) حيث تعلم اللغة اللاتينية، كما أصبح في فترة لاحقة من حياته بارعاً في اللغتين الإسبانية والإنجليزية.

وعندما أنهى فولتير دراسته، كان قد عقد العزم على أن يصبح كاتباً بالرغم من أن والده كان يريد أن يصبح ابنه محامياً. ولكن فولتير الذي تظاهر بأنه يعمل في باريس في مهنة مساعد محامِ، فيما كان يقضي معظم وقته في كتابة الشعر الهجائي. وعندما اكتشف والده الأمر أرسله لدراسة القانون؛ ولكن هذه المرة في المقاطعات الفرنسية البعيدة عن العاصمة. ولكن فولتير استمر في كتابة المقالات والدراسات التاريخية التي لم تتصف دائماً بالدقة على الرغم من أن معظمها كان دقيقاً بالفعل. وأكسبه الظرف الذي كانت شخصيته تتصف به شعبية في دوائر العائلات الأرستقراطية التي كان يختلط بها. واستطاع والد فولتير أن يحصل لابنه على وظيفة سكرتير السفير الفرنسي في الجمهورية الهولندية حيث وقع فولتير في هوى لاجئة فرنسية تدعى كاثرين أوليمب دانوير. ونجح والد فولتير في إحباط محاولتهما للفرار معاً والتي ألحقت الخزي به، وتم إجبار فولتير على العودة إلى فرنسا مرةً أخرى.

ودارت معظم السنوات الأولى من حياة فولتير في فلك واحد وهو باريس. ومنذ تلك السنوات المبكرة – وما تلاها من سنوات عمره – دخل فولتير في مشكلات مع السلطات بسبب هجومه المتحمس على الحكومة وعلى الكنيسة الكاثوليكية. وقد أدت به هذه الأنشطة إلى تعرضه للسجن والنفي لمرات عديدة. وفي عام 1717 – وفي بداية العشرينات من عمر فولتير – اشترك في المؤامرة المعروفة تاريخياً باسم مؤامرة تشلاماري (بالإنجليزية: Cellamare conspiracy)‏ والتي تزعمها الكاردينال جوليو ألبيروني ضد دوق أورليان فيليب الثاني والذي كان وصياً على عرش ملك فرنسا الصغير لويس الخامس عشر (وكان الهدف من المؤامرة نقل وصاية العرش إلى ابن عم فيليب الثاني، وعم الملك الصغير – فيليب الخامس ملك إسبانيا). وبحجة كتابته لبعض الأشعار الهجائية عن الأرستقراطية، والتي كان منها ما تعرض لشخص الوصي على العرش، تم الحكم على فولتير بالسجن في سجن الباستيل لمدة أحد عشر شهراً. وفي فترة سجنه في الباستيل، قام بكتابة أول أعماله المسرحية – أوديب Œdipe. وكان نجاح هذه المسرحية هو أول ركائز شهرته الأدبية.

أشهر أقوال فولتير

“قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد أن أموت دفاعًا عن رأيك”.
إحدى أشهر عبارات الفيلسوف والروائي الفرنسي الأشهر فولتير، أحد فلاسفة عصر التنوير في أوربا، والرجل الذي أثار الجدل بكتاباته وآرائه، وملأ الدنيا ضجيجًا لرفضه كل القيم والأعراف السائدة، وحارب الجميع، ليتم نفيه خارج فرنسا لعدة سنوات، فوصف نفسه في إحدى رسائله لصديقه ريتشارد رولت قائلًا: “روحي حرة في كل مكان”، لكنه كذلك يظل أيقونة مهمة في الأدب الفرنسي والفلسفة بشكل عام.
ولد فولتير، واسمه الحقيقي “فرانسوا ماري أرويه” في مدينة باريس، وكان الأخ الأصغر لخمسة إخوة كان هو الوحيد الذي عاش منهم، كان والده موظفًا في وزارة المالية، وكانت والدته تنحدر من أصول نبيلة، وتلقى الابن تعليمه في إحدى مدارس اليسوعيين، حيث تعلم اللغة اللاتينية، كما أصبح في فترة لاحقة من حياته بارعًا في اللغتين الإسبانية والإنجليزية.
عندما أنهى فولتير دراسته، كان قد عقد العزم على أن يصبح كاتبًا، رغم أن والده كان يريده أن يعمل بالمحاماة، ولكن الابن الذي لم يشأ إغضاب والده تظاهر بأنه يعمل في باريس في مهنة مساعد محامِ، بينما كان يقضي معظم وقته في كتابة الشعر الهجائي، وعندما اكتشف والده الأمر أرسله لدراسة القانون؛ ثم استطاع أن يحصل له على وظيفة سكرتير السفير الفرنسي في هولندا، ليقع الشاب في هوى لاجئة فرنسية تدعى “كاثرين أوليمب” فتم إجباره على العودة إلى فرنسا مرةً أخرى.
“أحد الاستخدامات العظيمة للكلمات هي أنها تخفي الأفكار”.
دخل فولتير في مشاكل عِدة مع السلطات بسبب هجومه المتحمس على الحكومة وعلى الكنيسة الكاثوليكية، وفي العشرينات من عمره اشترك في المؤامرة التي تزعمها الكاردينال جيوليو ألبروني ضد فيليب الثاني دوق أورليون، والذي كان وصيًا على عرش الملك الصغير لويس الخامس عشر؛ لنقل الوصاية إلى عم الملك الصغير ملك إسبانيا؛ وبحجة كتابته لبعض الأشعار الهجائية عن الأرستقراطية، تم الحكم عليه بالسجن في الباستيل لمدة أحد عشر شهرًا، ليكتب هناك أولى أعماله المسرحية “أوديب”، التي كان نجاحها أول ركائز شهرته الأدبية.
“لابد أنه في غاية الجهل، فهو يجيب على كل سؤال يُطرح عليه”.
اتخذ فرانسوا اسم “فولتير” عام 1718 بعد الفترة التي تم فيها احتجازه في سجن الباستيل علامة على انفصاله الرسمي عن عائلته وماضيه، واستمر بهذا الاسم بقية حياته، وكانت البديهة النقدية التي يتمتع بها جعلته شخصية غير محبوبة بين الكثيرين من معاصريه؛ بما في ذلك الكثيرين ممن ينتمون للطبقة الأرستقراطية الفرنسية، وتم نفيه إلى إنجلترا لمدة عامين، وتركت التجارب التي مر بها هناك أكبر أثر في العديد من أفكاره.
في انجلترا تأثر الشاب بالنظام البريطاني الملكي الدستوري، وقارنه بالنظام الفرنسي الملكي المطلق، وكذلك دعم الدولة لحرية التعبير عن الرأي وحرية العقيدة، أيضًا تأثر بالعديد من كُتّاب عصره الذين ينتمون للمدرسة الكلاسيكية الحديثة، وزاد اهتمامه بالأدب الإنجليزي، خاصةً أعمال شكسبير التي لم تكن قد نالت قدرًا كبيرًا من الشهرة في أوروبا في ذلك الوقت، ثم عاد إلى باريس مرة أخرى لينشر آرائه حول الموقف البريطاني من الحكومة، الأدب، والعقيدة في صورة مجموعة من المقالات التي تأخذ شكل الخطابات، والتي لاقت اعتراضات كبيرة في فرنسا، لدرجة القيام بإحراق النسخ الخاصة بهذا العمل وإجباره مرةً أخرى على مغادرة فرنسا.
“عندما يكون الحديث عن المال، فإن كل الناس على دين واحد”.
ظهرت موهبة فولتير الشعرية في بداية حياته، وكانت أول أعماله المنشورة من الشعر، وكتب قصيدتين طويلتين؛ وهما إضافة إلى العديد من المقطوعات الشعرية، وجاءت أعماله في البداية مكتوبة بشكل يحاكي أعمال فيرجيل، كذلك جاءت بعض قصائده وكأنها محاكاة ساخرة يُهاجم فيها بعض المفاهيم الدينية والتاريخية؛ أما أعماله التي صاغها نثرًا، والتي جاءت عادةً على هيئة كُتيبات هاجم فيها التفاؤل الديني والفلسفي، وأخرى هاجمت بعض الأساليب الاجتماعية والسياسية التي كانت سائدة في ذلك العصر، أما روايته المعروفة باسم “زاديج” فقد هاجم فيها الأفكار التي يتم تناقلها عبر الأجيال والخاصة بالقيم والمبادئ التي تقوم عليها العقيدة الأرثوذكسية، بينما كان هدفه من كتابة بعض هذه الأعمال هو السخرية من الكتاب المقدس.
“ليس من بلد على هذه الأرض لا يُصبح العاشق فيها شاعرًا”.
وتشترك كتابات فولتير الأدبية مع أعماله الأخرى في استخدامها بوجه عام لأسلوب النقد، إضافة إلى التنوع في الموضوعات التي يتناولها، فقد كان يسبق كل أعماله الأساسية تمهيد يمكن اعتباره نموذجًا لنبرة السخرية اللاذعة التي تميز أعماله، والتي لم تمنعه من استخدام تلك اللغة العادية المستخدمة في أحاديث الناس، ويعتبر أكبر الأعمال الفلسفية التي أنتجها هي المقالات التي خصصها لانتقاد المعاهد السياسية الفرنسية، وأعدائه الشخصيين، والكتاب المقدس، والكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كذلك انتقد السياسة الاستعمارية الفرنسية في أمريكا الشمالية، وعمل على الحط من قدر المنطقة الشاسعة المعروفة باسم ولاية فرنسا الجديدة بوصفها بأنها مساحة ضئيلة تكسوها الثلوج.
كتب فولتير أيضًا عددًا هائلًا من المراسلات الخاصة في الفترة التي عاشها، تبلغ إجمالًا أكثر من عشرين ألف رسالة، أظهرت شخصيته والحيوية التي يتمتع بها وتعدد الجوانب في شخصيته وقدرته على التملق التي لا يتردد في استخدامها، وسخريته قاسية القلب، ومقدرته المهنية المجردة من المبادئ الخلقية، وتصميمه على الخداع والتحريف في أي اتجاه يرى فيه مصلحته أو يستطيع به الهروب من أعدائه.
“أشجع الناس من قاوم هوى نفسه وحبسها عن الدنيا”.
ورغم الاعتقاد الخاطئ أن فولتير كان ملحدًا، لكنه كان يشترك في الأنشطة الدينية، كما قام ببناء كنيسة صغيرة في ضيعته، ويكمن السبب الرئيسي في هذا الاعتقاد الخاطئ في أحد الأبيات التي وردت في ” المدّعين الثلاثة” عندما قال “إذا كان الله غير موجود، فسيكون من الضروري أن نختلق نحن واحدًا”، لكن القصيدة الكاملة تُظهر انتقاده لتصرفات المؤسسات الدينية أكثر منه على مفهوم الدين في حد ذاته؛ كذلك اعتبر نفسه مؤمنًا بمذهب الربوبية.
فقد كان لا يعتقد في أن الإيمان المطلق بالله يحتاج إلى الاستناد على أي نص ديني محدد أو فردي أو على أي تعاليم تأتي عن طريق الوحي.
“السبيل الوحيد لجعل البشر يتحدثون خيرا عنك هو قيامك بعمل طيب”.
انتقد فولتير رسول الله محمد “ص” في إحدى مسرحياته، واصفًا إياه بأنه “مؤسس العقيدة الزائفة والهمجية”، لكنه عاد وغيّر ما كتبه فيما بعد في الخطاب الذي قام بإرساله إلى البابا بينديكت الرابع عشر، فقال أنه “رسول ديانة تتسم بالحكمة والصرامة والعفاف والإنسانية”، وقال مخاطبًا رجال الدين في الكنسية”لقد قام الرسول بأعظم دور يمكن للإنسان أن يقوم به على الأرض وإن أقل ما يُقال عن محمد أنه قد جاء بكتاب وجاهد، والإسلام لم يتغير قط أما أنتم ورجال دينكم فقد غيرتم دينكم عشرين مرة”؛ كذلك دخل في عضوية المنظمة الماسونية قبل وفاته بشهر واحد، وذلك عندما ذهب برفقة بنيامين فرانكلين إلى المحفل الماسوني في باريس بفرنسا، وأصبح برتبة “مبتدئ منضم إلى الماسونية”، وقيل أنه قد أقدم على هذه الخطوة لإرضاء فرانكلين فقط.
في فبراير عام 1778، عاد فولتير لأول مرة منذ عشرين عامًا إلى باريس ليشهد افتتاح آخر أعماله التراجيدية وهي مسرحية “إيرني”، فسافر لمدة خمسة أيام، وكان يناهز الثالثة والثمانين من عمره، واعتقد أنه على شفا الموت فكتب “أنا الآن على شفا الموت، وأنا أعبد الله، وأحب أصدقائي، ولا أكره أعدائي، وأمقت الخرافات”، لكنه تماثل للشفاء وشهد عرض المسرحية، لكنه سرعان ما مرض ثانيةً وتوفي في الثلاثين من مارس في عام 1778، وفي لحظات احتضاره طلب منه القسيس أن يتبرأ من الشيطان ويعود إلى إيمانه بالله، فقال “لا وقت لدى الآن لأكتسب المزيد من العداوات، كرمى لله، دعني أرقد في سلام”، ولم يتم السماح بدفنه وفقًا للشعائر الكاثوليكية، فقام اصدقاؤه بدفن جثمانه سرًا في إحدى الكنائس الكبيرة في مقاطعة شامباين.

إنجازات فولتير

كان فولتير كاتِبًا غزير الإنتاج في شتى المجالات، فقد كتب أكثر من خمسين مسرحية، وعشرات الأطروحات في العلوم والسياسة والفلسفة، وعدة أعمال تاريخية، بالإضافة إلى الشعر. وكان يمضي أكثر من 18 ساعة في اليوم في الكتابة أو الإملاء، ويُقال إنه كان يشرب أكثر من أربعين كوبًا من القهوة يوميًا؛ حتى يتمكَّن من إخراج هذا العدد الهائل من المؤلفات.

من أشهر أعماله الشعرية: قصيدة Henriade في عام 1723، وخادمة أورليانز The Maid of Orleans والتي شَرَع في كتابتها عام 1730 ولم يتمكَّن من إنهائها.

ومن أشهر أعمال فولتير المسرحية المستوحاة من تراجيديا سوفوكليس Sophocles: مسرحية Oedipus، والتي تم أدائها على المسرح لأول مرة في عام 1718. ثُمَّ تتابعت سلسلة من أقوى أعماله الدرامية التراجيدية، ومن ضمنها Mariamne في عام 1724. أما مسرحيته زائير Zaïre والتي كتبها على هيئة أبيات شعرية، فجاءت على نسق مغاير لأعماله السابقة. فحتى هذه اللحظة، تمركزت تراجيديا أعمال فولتير حول عيب فادح في شخصية البطل، أما تراجيديا Zaïre فكانت ناتجة عن الظروف المحيطة. بعد Zaïre، استمر فولتير في كتابة المسرحيات التراجيدية، ومنها: Mahomet عام 1736 وNanine عام 1749.

وتضمنت مؤلفات فولتير الأعمال التاريخية البارزة أيضًا، ومنها: عصر لويس الرابع عشر The Age of Louis XIV عام 1751، وبحث في عادات الأمم وأرواحها Essay on the Customs and the Spirit of the Nations عام 1756.

في البحث الأخير، سَلَكَ فولتير منهجًا فريدًا في تتبُّع تطوُّر حضارات العالم، عن طريق التركيز على التاريخ الاجتماعي والفنون.

أما أشهر أعماله الفلسفية فاتخذت شكل القصص القصيرة، ومن ضمنها: Micromégas عام 1752، وحلم بلاتو Plato’s Dream عام 1756، بالإضافة إلى الرواية الساخرة الشهيرة Candide عام 1759.

في عام 1764، نَشَر عملاً فلسفيًا آخر مثيرًا للجدل، وهو القاموس الفلسفي Dictionnaire philosophique، وهو عبارة عن قاموس موسوعي اشتمل على مفاهيم عصر التنوير واستبعد أفكار الكنيسة الرومانية الكاثوليكية.

في عام 1716، نُفي فولتير إلى بلدة توله Tulle بوسط فرنسا؛ لسخريته من دوق أورليانز. في عام 1717، عاد إلى باريس، وما لبث أن اعتقل ونُفي إلى سجن الباستيل لمدة عام بتهمة التشهير في قصائده. وفي عام 1726 عاد إلى سجن الباستيل مرة أخرى؛ لخلافه مع فارس روهان Chevalier de Rohan. هذه المرة تم اعتقاله لفترة وجيزة ثُمَّ نُفي إلى إنجلترا، حيث مكث هناك لمدة ثلاث أعوام تقريبًا.

في عام 1733، نشر فولتير رسائل فلسفية بعنوان Letters on the English قارن فيها بين ثقافة وحكومة المجتمع الإنجليزي والفرنسي، مِمَّا أثار غضب الكنيسة والحكومة الفرنسية، فاضطر الكاتب إلى الهروب لملاذٍ آمن.

أمضى فولتير الخمسة عشرة عامًا التالية مع عشيقته إميلي دو شاتيليه Emilie du Châtelet، في قصر زوجها ببلدة سيراي الريفية. وكانت امرأة في منتهى الذكاء، شغوفة بالعلوم والميتافيزيقا، وقد ألهَمَت فولتير للكتابة عن هذه المجالات. تعلَّمت إميلي الإنجليزية من أجل الترجمة عن العالِم الإنجليزي إسحاق نيوتن Isaac Newton، مما دفع فولتير للكتابة عنه. وكان كتابه: عناصر فلسفة نيوتن Eléments de la philosophie de Newton عام 1738، سببًا في نشر اكتشافات العِلْم الإنجليزي بين الفرنسيين، والتي لم يكن يعرفها إلا نُخبة قليلة من العقول الراقية في فرنسا.

في عام 1750، انتقل فولتير إلى بروسيا بصفته عضوًا في بلاط الملك فريدريك الأكبر Frederick the Great، ولمحاولة تحسين سمعته لدى السلطات الفرنسية، عَمِل فولتير جاسوسًا لصالحها لفترة وجيزة، حيث كان يُرسِل معلومات عن سياسة الملك فريديك الخارجية وأحواله المالية. ولكنَّ الملك فريدريك كشف أمره، ومع ذلك ظلَّا صديقين مقربين حتى عام 1752 عندما انتقد فولتير رئيس أكاديمية بروسيا للعلوم. ثُمَّ أمضى الأعوام اللاحقة في مدينة جنيف وبلدة فيرني السويسريتان. مع حلول عام 1778، اعتُبر فولتير رمزًا لمفكري عصر النهضة التقدميين، واستُقبل استقبالاً بطوليًا حافلاً لدى عودته إلى باريس.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Translate